إسرائيل ترفع التأهب بعد هجوم صاروخي من إيران وتعلن اعتراض "معظم" المقذوفات
إسرائيل ترفع التأهب بعد هجوم صاروخي من إيران وتعلن اعتراض "معظم" المقذوفات
رفع الجيش الإسرائيلي حال التأهب القصوى، مساء الثلاثاء، بعد دوي صفارات الإنذار في مدينة تل أبيب ومناطق واسعة من شمال البلاد، على خلفية ما وصفته السلطات الإسرائيلية بـ"رشقة صاروخية جديدة قادمة من إيران"، في أحدث تصعيد مباشر بين الخصمين الإقليميين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنّ "عدة صواريخ تم إطلاقها خلال الساعة الماضية من إيران باتجاه دولة إسرائيل"، مشيراً إلى أن “معظمها تم اعتراضه بنجاح”، ولم يحدّد البيان عدد الصواريخ بدقة، كما لم يوضح إذا ما كانت هناك خسائر بشرية أو مادية حتى لحظة صدوره.
ودعا الجيش السكان إلى "اتباع التعليمات الأمنية" الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية، مشيراً إلى أنه سمح بمغادرة الملاجئ في الوقت الراهن، مع بقاء حالة التأهب القصوى قائمة تحسباً لهجمات جديدة.
تل أبيب تحت التهديد المباشر
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية محلية بأن صفارات الإنذار دوت في مناطق متفرقة من تل أبيب وضواحيها، وكذلك في مدن الشمال مثل نتانيا والخضيرة، ما تسبب بحالة من الذعر بين السكان.
وأعلنت السلطات الجوية عن تغييرات في مسارات الطيران المدني، في وقت تحدثت فيه مصادر غير رسمية عن إغلاق مؤقت لمطار بن غوريون.
وأكدت وسائل الإعلام العبرية أن الدفاعات الجوية اعترضت بعض الصواريخ فوق وسط البلاد، وسط ترقّب لهجمات إضافية في الساعات المقبلة.
تفاقم التوترات الإقليمية
تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران بشكل خطير منذ الهجوم المنسوب إلى إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الماضي، والذي أدى إلى مقتل عدد من الضباط الإيرانيين رفيعي المستوى، بينهم جنرال في الحرس الثوري.
وردّت طهران في وقت لاحق بإطلاق مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ في واحدة من أكبر الهجمات المباشرة على إسرائيل، جرى صدّ معظمها بدعم من حلفاء تل أبيب مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وتعهدت إيران حينها بأن "الرد لم ينتهِ بعد"، بينما أكدت إسرائيل أنها ستردّ على أي تهديد أمني يستهدف أراضيها.
وتُعدّ الضربة الحالية واحدة من أبرز مؤشرات التصعيد المباشر بين الدولتين اللتين خاضتا لعقود طويلة حرباً بالوكالة في دول مثل سوريا ولبنان والعراق، لكنها تحوّلت مؤخراً إلى مواجهات مباشرة فوق الأراضي الرئيسية للطرفين.
مخاوف من تصعيد إقليمي
تثير التطورات الأخيرة مخاوف من اندلاع صراع إقليمي أوسع يشمل جبهات متعددة، لا سيما مع استمرار الحرب في غزة، وتوترات متصاعدة على الحدود اللبنانية، حيث يخوض الجيش الإسرائيلي اشتباكات يومية مع مقاتلي حزب الله.
ودعا مسؤولون في الأمم المتحدة وعواصم غربية إلى ضبط النفس ووقف دوامة التصعيد المتبادل، محذرين من أن استمرار تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران قد يجرّ المنطقة إلى حرب مفتوحة لا يمكن التنبؤ بنتائجها.